طفل ممنوع من اللمس

يعاني الطفل “رايز وليامز”، 6 سنوات من حالة نادرة، تمنع أي إنسان من الاقتراب منه أو لمس أي جزء من جسمه، إذ إنه إذا تعرض للمس، تتهيج أنسجة جسمه لتتفجر البثور في كل مكان منه .

ولد رايز مصاباً بخلل جيني أدى إلي إصابته بهذا المرض النادر، الذي يعرف باسم “انحلال البشرة الفقاعي” . يعاني انحلال البشرة الفقاعي 000 .5 طفل في بريطانيا وحدها، وقد يؤدي المرض إلى الوفاة .

بالرغم من قسوة المرض، لم يدع له رايز الفرصة ليدمر حياته ويحبط حالته النفسية، فالطفل يتمتع بقدر كبير من الشجاعة ويصفه أبواه بالبطل الصغير .

يعيش رايز مع أبويه في بولتون، بإنجلترا .

فجعت الأم، تانيا مور، (28)، والأب مارك ويليامز، (44)، عندما اكتشفا إصابة طفلهما بهذا المرض اللعين بعيد ولادته .

كان حمل الأم عادياً، ولم يراودها الشك لحظة واحدة في أن هناك ما يدعو للقلق، حتى حانت ساعة الولادة في 2005 في مشفى رويال بولتون، لتهبط الصدمة على رأسيهما مثل الصاعقة .

أصابت الوالدين حالة من الذهول عند قدوم الصغير إلي النور، فعند ولادته كانت قدماه منزوعتي الجلد، واعتقد الأطباء أن السبب في ذلك إصابته بنوع من العدوى، ولكن بعد الاستشارات مع زملائهم الأطباء في مركز برمنجهام التخصصي، توصلوا إلى الحقيقة المفجعة .

يضطر الطفل الصغير إلى استخدام المراهم بصفة يومية، كما أنه معرض للإصابة بأي عدوى إذا لم تنظف جروحه التي قد تصيبه بطريقة صحيحة .

وهذا الصغير يعاني أشد حالات المرض قسوة، إذ إنه يعاني بثوراً داخلية تؤثر في بطانات جسمه مثل داخل الفم والمرئ، ما يجعله غير قادر على تناول الطعام، فابتلي نتيجة لذلك بحالة مؤلمة من الإمساك .

وكم هي قاسية معاناة الطفل الصغير، والتي يصعب على أي إنسان تحملها مهما بلغ من القوة والشجاعة، إلا أنها لم تثنه عن عزمه لأن يحتل مكانته بين أقرانه المتفوقين في المرحلة الابتدائية، فكرمته المدرسة بتركيب مصاعد، وبإنشاء طرق منحدرة ليسهل له التجوال فوق كرسيه المتحرك .

ويهوى رايز كرة القدم والتقى نجوم اللعبة في فريقي بولتون وليفربول .

تقول والدته تانيا: كانت الحالة مؤلمة جداً بعد ميلاده وخلال سنواته الأولى، فكنا لانزال تحت تأثير الصدمة، ولكنه بالفعل طفل شجاع، ومتقبل للأمور تماماً، عكس ما نشعر به أنا ووالده .

وتضيف الأم أنها لا تطمع في شئ سوى أن تعثر على علاج لحالة طفلها، يضع حداً لمعاناة أسرة بأكملها، ويخلص الطفل البرئ من آلامه ومعاناته .

أنشأت الأسرة حجرة إضافية في منزلها، وحرصت أن يكون جوها رطباً، إضافة إلى حجرة نوم أخرى مخصصة لتنظيف البثور، ووضع الضمادات والمراهم المناسبة عليها، وذلك بعد أن تلقت المساعدات من إحدى الجمعيات الخيرية.



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]